بكل جرأة: الانقلاب على السيسي بات مطلبا شعبيا ومن جهات نافذة في الدولة

 

ما لفت الانتباه في التحركات التي حدثت ليلة امس في عدة مدن في مصر ليس حجمها واتساعها بل التعاطي معها من قبل الاجهزة الامنية.

فلأول مرة منذ ان وصل الجنرال عبد الفتاح السيسي الى سدة الحكم لا يتم التعامل مع الاحتجاجات والمسيرات بقمع شديد كما لم يتم انزال الجيش والمدرعات الى الشوارع.

هذا الامر بات لافتا للانتباه وله دلالات كثيرة يمكن ان نعرضها في بضعة اسئلة:

هل اعطى السيسي بنفسه التعليمات بعدم قمع الاحتجاجات : هذا مستبعد وغير ممكن.

هل هناك جهة ما امرت بذلك ودفعت اليه : هذا وارد لكن من هي.

هل ان فيديوهات محمد علي كانت تلقائية كما يقول هو : لا يمكن اعتبارها كذلك.

هل هناك صراع حقيقي خفي بين اجهزة الدولة

هل هناك تمرد من بعض الاجهزة المؤثرة في الدولة على السيسي

كل هذه اسئلة طرحها اغلب المحللين والباحثين في الشأن المصري.

هنا سنطرح وجهة نظرنا وهي ان ما يحصل منذ اسبوعين تقريبا أي منذ بدأ تسريب مقاطع فيديو لمقاول الجيش محمد علي ليس تلقائيا بل هناك من يحرك هذه الشخصية ونحن نعلم كونه ممثل وان لم يشتهر كثيرا في الادوار السينمائية والدرامية الا انه هذه المرة اتقن دوره بحرفية.

محمد علي كان يتكلم بثقة كبيرة بل اقسم انه سيعود الجمعة القادمة الى مصر ما يعني انه شبه متأكد كون السيسي سيفقد سطوته بعد اسبوع فمن اين جاء بكل هذه الثقة؟

بات واضحا ان هناك صراع خفي وكبير بين اجنحة الدولة في مصر وان عديد الاجهزة وصل تذمرها من السيسي وسياسته درجة كبيرة والامر يمكن ان نعدده في نقاط منها القمع الشديد الذي يعامل به الشعب والنخبة واي صوت معار ض ولو كان خافتا.

الامر الثاني ان فساده بان وانه يستنزف موارد الدولة في مشروع يقول انه سيحقق نهضة مصر لكنه ورطها في مديونية ستكبلها لعقود.

الامر الاخر افتكاك حصص رجال الاعمال ومنحها لعسكريين أي ان الاقتصاد ككل تقريبا صار مسيطرا عليه من ضباط وجنرالات.

هنا ايضا لا يجب ان ننسى او نهمش مسألة التخلي عن جزيرتي سنافر وصنافير وبيعها في المزاد العلني أي التخلي عن قطعة من ارض مصر .

الامر الاخر ادخال عائلته في دائرة صنع القرار ونقصد هنا زوجته انتصار وابنه البكر .

ما اذاعه ويذيعه محمد علي لم يكن ليحصل لولا ضوء اخضر من جهات نافذة قررت التخلي عن السيسي الذي قمع الجميع ما يعني ان ما يحصل اليوم هو حرب بين الاجهزة : المؤسسة العسكرية والمؤسسة الامنية والمخابرات العامة والمخابرات العسكرية ورجال الاعمال .

محمد عبد المؤمن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!