عبد القادر بلحاج نصر يطالب رئيس الجمهورية ووزيرة الثقافة بإرجاع روايتين قدمهما هدية لهما… هذا زمن تهميش الثقافة

تونس – جرأة الأسبوعية  : محمد عبد المؤمن

من منا لم يطالع وهو شاب او في فترة الثانوي رواية ” الزيتون لا يموت” .

من منا لم يعترضه نص منها في سنة من سنوات الدراسة .

يصعب هذا ففي جيل الثمانينات والتسعينات ايضا كان للكتاب قدسية وكانت له قيمة وكان لصاحب الكتاب شأن ووزن لأن تأليف الكتاب وكتابة الرواية تخلق النجومية لكنها نجومية على ارض صلبة وليست نجومية الفيسبوك والانستغرام وفيديوهات الاثارة.

عهندما نذكر الزيتون لا يموت فإننا نذكر صاحبها ومؤلفها عبد القادر بلحاج نصر كما نذكر معه عمالقة الادب في تونس من علي الدوعاجي الى محمد العروسي المطوي الى عمر بن سالم وغيرهم كثير .

لكن للأسف الجيل الحالي لم تعد له علاقة كبيرة بالثقافة لان الثقافة تحولت الى ” شطح وردح” واصوات نشاز ” وجامات ولايكات وفاينات”.

سنروي حكاية من هذا الزمن التعيس والذي يزيده أهل الشأن والقرار تعاسة .

هل تعلمون ان مبدعا يقدم هدية كما جرت العادة لوزيرة الثقافة هي عصارة جهده وروحه أي كتابين فلا يجد اهتماما ولا تفاعلا .

انتهت الحكاية هنا لكن بعدها تبدأ حكاية جديدة .

نفس المبدع يهدي كتابيه وهما : “من قتل شكري بلعيد” و”احزان الجمهورية الثانية” الى رئيس الجمهورية والنتيجة ذاتها تجاهل ولا مبالاة بل لعل المشرفين على القصر لم يعلما صاحب القصر بهما فهما غير مهمين وهذا ليس زمن الثقافة بل زمن السياسة ومعارك السياسة.

تنتهي الحكاية الثانية هنا . لكن مرة اخرى تأتي حكاية اخرى .

الكاتب عبد القادر بلحاج نصر ينتصر للثقافة وينتصر للمثقف الحقيقي وينتصر لكرامته ويوجه مراسلة لوزيرة الثقافة التي لا تهتم بالثقافة ولرئيس الجمهورية الذي لا نعلم هل علم بالكتابين ام ان رئيس ديوانه وضعهما في الرف ويطالبهما بأن يرجعا له كتابيه ويؤكد لهما انه سيدفع ثمن المراسلة.

السؤال هنا: لماذا يتم تهميش الثقافة والمثقفين بهذه الكيفية ؟

أليسوا جميعا يدعون كون بورقيبة قدوتهم فهل يعلمون ماذا كان يفعل بورقيبة مع المثقفين وكيف كان يجلهم ويقدرهم ويعتبرهم سفراء تونس الحقيقيين ؟

 

المقال نشر في الجرأة الأسبوعية 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!