مؤتمر برلين حول ليبيا: اللصوص الكبار والصغار يجتمعون لتقاسم الغنيمة الليبية

اصدر حزب العمال بيانا حول مؤتمر برلين الذي خصص للملف الليبي جاء فيه:

عقد الأحد مؤتمر برلين حول ليبيا. وحضر هذا المؤتمر 12 دولة، وهي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وتركيا ومصر والإمارات والجزائر والكونغو.
وليس خافيا أن هذه الدول التي ساهم معظمها في تدمير ليبيا منذ 2011، لا تحضر مؤتمر برلين رغبة في إحلال السلام في هذا القطر الشقيق.
إن هذه الدول، إذا استثنينا الجزائر التي دعيت في آخر لحظة والكونغو التي تحضر شكليا باسم الاتحاد الأفريقي، إنما ذهبت إلى برلين من أجل تقاسم الغنيمة الليبية الزاخرة بثروات مهولة من النفط والغاز في إطار صراع أشمل على مناطق النفوذ في كافة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومن المعلوم أن هذا الصراع احتد بشكل خاص بعد اكتشاف حقول الغاز الضخمة في المنطقة الشرقية من البحر الأبيض المتوسط وهو ما غذى الأطماع والصراعات لدى مختلف القوى والدول الراغبة في السيطرة على جزء من هذه الثروات.
وليس خافيا أيضا أن كل القوى والدول المتدخلة في الملف الليبي، القديم منها (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا…) والعائد بعد غياب (روسيا) والوافد الجديد (الصين، ألمانيا، تركيا) والمتموقعة من قبل في صراع المحاور الى جانب السعودية (مصر، الإمارات.) إنما تحاول أن تتخفى وراء أحد طرفي الصراع في ليبيا (حفتر والسراج) اللذين لا يعدوان أن يكونا دميتين بيد مستعمليهما.
ومن الواضح أن هذه القوى والدول الحاضرة في برلين ستحاول اقتسام الغنيمة عبر التفاوض، محولة ليبيا إلى مقاطعات تخضع كل واحدة منها لخضوع هذا الطرف أو ذاك. وإن لم تتوصل إلى اتفاق فإنها لن تتردد في حل خلافاتها عن طريق إشعال فتيل حرب شاملة ومدمرة ستمتد شظاياها إلى كامل بلدان المنطقة وفي مقدمتها تونس.
إن الخاسر الأكبر من هذا الصراع هو الشعب الليبي الشقيق ودول الجوار. وإن الشعب التونسي الذي تبلغ حدوده مع ليبيا 450 كلم ستلحقه أضرار كبيرة مادية وأمنية. ومن المعلوم أن تونس لا تحضر هذا المؤتمر وقد تم تغييبها أصلا ولم تقع دعوتها في آخر لحظة إلا لتطييب الخاطر بسبب الأزمة الطاحنة السياسية والمالية التي أوقعتها فيها مختلف الحكومات المتعاقبة على الحكم منذ 2011.
ان مصلحة الشعبي الليبي اليوم تكمن في وحدة الصف من اجل فرض الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف التقاتل بين الأشقاء كشرط لحل الأزمة سياسيا على قاعدة الحفاظ على الوحدة الترابية لليبيا عبر مبادرات سياسية ليبية يشارك فيها كل الفرقاء ومختلف مكونات الشعب الليبي.
إن الشعب التونسي وقواه الحية اللذين تربطهما أواصر الأخوة بالشعب الليبي مطالب بالوقوف ضد كل تدخل أجنبي في ليبيا لما له من خطر على وحدة القطر الشقيق وعلى أمن بلادنا ومستقبلها.
كما انهما مطالبان بالضغط على نظام الحكم من اجل عدم التورط في الصراع الليبي الداخلي بالوقوف الى جانب أحد المعسكرين كما تفعل حركة النهضة التي تقف الى جانب السراج وأردوغان، وعليهما ان يعملا أيضا بفعالية من اجل الحل السياسي السلمي بين الأشقاء دون تدخلات اجنبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!