كورونا سقوط أخلاق الرأسمال المتوحش

محمد الرصافي المقداد

كلما تقدّم بنا الزمن في هذا العصر المليء بالمتناقضات، كلما سقطت أوراق التّوت عن عورات أدعياء المدنية والحضارة والقيم الانسانية، بعدما أكلت أطراف خيره عولمة سفيهة كاذبة، لم تترك للشعوب المتأخرة عن ركب روّادها أملا في التخلّص من تبعيتها.

يبدو أن تتابع خروج المعلومات، بخصوص فايروس كورونا، عن كنهه وأسبابه، ومن يقف وراء انتشاره، قد فسحت المجال للخبراء، وأهل العلم في مجال البيولوجيا الفايروسية، ليدلو بدلوهم في هذه المعضلة، التي ابتليت بها البشرية.

كان الاعتقاد السائد في البداية، أن الفايروس كورونا الذي ظهر أولا في مدينة ووهان الصينية، وهي من كبريات مدن الصين الصناعية، والتي تضم الى جانب ذلك العدد الضخم من المعامل الكبرى، بما فيها مختبرات بيولوجية، منها من يعمل لحساب جهات أمريكية، تتفادى اقامة الانشطة المختبرية على اراضيها، لأسباب قانونية وأمنية صحية، والإدعاء  السريع الذي نسب فيه وزير الخارجية الأمريكي الفايروس الى الصين، قابله اتهام صريح من الحكومة الصينية، بأن امريكا هي من تقف وراء تفشيه ونشره في ووهان، يضعنا أمام احتمالين: أما أن يكون الفايروس صينيا أو أمريكيا، واستبعاد من التهمة أقرب منه الى اتهامها، على أساس نسبته الى سوق بيع الحيوانات بالمدينة غير علمي، لأن السوق يعمل منذ سنوات طويلة، وعاد هذا الاسبوع الى النشاط بعد انتهاء تهديد الفيروس، فبقي الاتهام الصيني بأن أمريكا هي صاحبة نشر الفايروس.

كما لا يستبعد أن يكون اطلاق هذا الفايروس باتفاق مع دول غربية، لها مصلحة في التخلّص من كبار السن من المتقاعدين والمرضى، الذين سيوفرون اذا ماتوا، على ميزانيات بلدانهم، عشرات مليارات الدولارات، بانتهاء صرف رواتبهم، والخلاص من تبعات رعايتهم الاجتماعية والصحية، وهذا الاحتمال أصبح اقرب الى كونه صحيحا من أي شيء آخر، ناهيك بأن الدول الغربية أصبحت تعيش عجزا مقلقا في ميزانياتها، يمثل عبئا ثقيلا عليها، ونذكر جيدا أن دولا أوروبية غربية، اقترحت الزيادة في مدة سنّ التقاعد، المعمول بها عالميا، وتصريح الرئيس الامريكي الأحمق بأنه بناء على بعض التوقعات، بأن تفشي فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، سيؤدي لوفاة ما بين  100 إلى 200 ألف شخص، وإذا استطعنا تخفيض الرقم إلى 100 ألف، فهذا يعني أننا جميعًا نقوم بعمل جيد جدًا.    

من هذا المنطق الأحمق الذي يزيد من شكوكنا، بتورّط أمريكا والغرب في نشر الفايروس، يمكننا القول بأن هذا الغرب المتحضر ظاهرا، عبر عن وحشية لا مثيل لها، في العبث بالمجتمعات الانسانية، بنشر الفايروس على نطاق واسع، في مخطط اجرامي، للخلاص من المرضى وكبار السن، الذين انتبه أقطاب ماله المتوحش، انهم يشكلون عبئا على أرصدته، وأيسر طريقة لاستعادة استقواء اقتصاده، خطط لها بهذه الطريقة السيئة.

تصريح وزير الخارجية الامريكي، عن استعداد بلاده تقديم المساعدة لإيران، من أجل مكافحة فايروس كورونا، أعقبه رد إيراني صريح، بأن نوايا أمريكا غير صادقة ولا جدية، وهي مجرد دعاية سياسية، فلو كانت أمريكا ترغب حقا في مساعدة ايران، لكانت رفعت العقوبات عنها، على الأقل بخصوص اللوازم والاجهزة الطبية والوقائية التي تحتاجها، وتمنع امريكا مرورها إلى إيران من الدول التي تعاقدت معها.

الباحث الأمريكي مايكل جونز Michael Johns، وفي مقابلة حصرية له مع وكالة الأنباء الإيرانية تسنيم، اعلن أن جائحة الفيروس التاجي، ناتجة عن شبكة عالمية من المواد المهربة من الأسلحة البيولوجية، متصلة بجامعة وينيبيغ في كنداUniversity of Winnipe ، وجامعة هارفارد في الولايات المتحدة Harvard University، جامعة ووهان في الصينUniversity Wuhan ووصف مايكل جونز الفيروس التاجي، بأنه سلاح بيولوجي، ودعا إيران إلى أن تكون حذرة للغاية، بشأن أي عرض للمساعدة من الولايات المتحدة، للسيطرة على وباء كوفيد 19، الذي لا يزال يشكل في منشئه لغزًا للعلماء.

ووضح العالم الكيميائي الأمريكي، أنّ الولايات المتحدة قد أسندت جزئيا برنامجها الخارجي، لتطوير الأسلحة البيولوجية إلى الصين، لكن الصينيين كانوا يدفعون لأساتذة الجامعات الأمريكية، مثل تشارلز ليبر Charles M. Lieber في جامعة هارفارد، لتسهيل تهريب هذه المواد الخطرة، التي انتهى بها الأمر اخيرا في ووهان، وأضاف الباحث الأمريكي مايكل جونز: إلى أن يتضح مصدر الوباء، يجب أن تكون إيران حذرة من أي مساعدة من أمريكا، وهي التي تسعى جاهدة لإيذاء ايران بأي طريق كان.

ووفقًا لجونز، لا يعرف الباحثون في هذه المرحلة، ما إذا كانت هذه الأسلحة البيولوجية انتشرت عن طريق الخطأ بين شعب الصين، أو ما إذا كانت استخدمت عمداً في هجوم على الاقتصاد الصيني – وبالتوازي على إيران انطلاقا من نشر الفايروس بمدينة قم الإيرانية، زيادة في الحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بها – وأضاف الباحث الأمريكي: في الواقع، إن المساعدة الرئيسية التي يمكن أن تقدمها أمريكا لإيران، من أجل محاربة الوباء، هي رفع جميع العقوبات، علاوة على ذلك، إذا تعرضت إيران لهجوم بيولوجي، فإن تورط الولايات المتحدة فيه واضح، ودعوى مساعدة الإيرانيين على ما يبدو، لن يكون سوى خطّة مستكملة لزيادة انتشار الفايروس في الأوساط الإيرانية، وإذا كانت الادارة الأمريكية عاجزة عن ايقاف انتشار الوباء في بلادها، وهو حسب الظاهر دليل على عدم قدرتها على ايقافه هناك، فكيف يمكن أن تساعد على إيقافه في إيران؟

من هنا تبدو فرضية كون كوفيد 19 سلاح بيولوجي نشر لاستهداف كبار السنّ والمرضي للتخلّص من أعبائهم الحقوقية، بعدما تبين أن الفايروس قاتل لذوي المناعة الضعيفة من هؤلاء تحديدا، وبذلك نجد أنفسنا أمام جريمة بشعة، يجب أن تخجل منها هذه الدول المستكبرة، التي بدأت تفقد زمام التحكم في العالم بعجز اقتصادياتها.

نقلا عن برس تيفي press tv بتصرف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!