الغنوشي / صار عبئا على النهضة وسببا لتفككها…

تونس- بكل جرأة : محمد عبد المؤمن

لم يعد الوضع في النهضة على ما يرام  . ولم تعد “أسطورة” القوة في صفر خلافات ومشاكل واقعية بالحركة  . فاليوم تعيش النهضة صراعا بأتم معنى الكلمة ولم يعد واردا نفي الأمر او التغطية عليه ببعض التصريحات او المصافحات والقبلات.

هذا الأمر ليس مرتبطا باستقالة عبد الحميد الجلاصي فقط بل بأحداث أخرى حصلت  .

البعض يؤكد كونها اي الازمة بدأت في 2014 لكن الحقيقة أنها تسبق ذلك

قد تكون بدأت في 2013  وحتى قبل ذلك لكن المؤكد أن تغير الظروف بعد الثورة مباشرة خلق وضعا جديدا وكان من المفروض معه إرساء أرضية وعقلية جديدة لكن…

لكن هذه مهمة جدا لأن مشكلة النهضة اليوم في لكن.

بدأت بنريد تحقيق أهداف ومطالب الثور لكن الوضع الدولي والإقليمي لا يسمح.

نريد تجديد القيادات لكن الوضع الداخلي لا يسمح.

نريد أن يتخلى الغنوشي عن رئاسة الحركة لكننا في حاجة إلى حكمته وخبرته و  الكاريزما التي يمتلكها.

لا نتفق مع نداء تونس لكن الظروف فرضت وحكمت.

لا نتفق مع قلب تونس لكن المشهد السياسي أجبرنا.

نريد أن نفصل فعلا بين السياسي والديني لكن المسألة صعبة وتتطلب وقتا.

كل لكن هذه هي جزء من الوعود التي لم تنفذ وكما قيل الكذب في المصالح جايز وهو كذب أبيض والضرورات تبيح المحظورات.

الغنوشي نفسه لا يعرف ما هو هل هو شيخ ام رئيس حزب ام أب روحي ام ديكتاتور على الحركة تفرد بحكمها ومعه قلة لا ترى غيره ولا تسمع الا ما يقوله بل شعارهم لو خضت البحر لخضناه معك لكن الحقيقة لو خضت السلطة وزينتها وبريقها وزخرفها لخضناها معك.

 

ما يحصل في النهضة اليوم صراع له أوجه عدة .

هي بين القديم والجديد. بين أفكار اسست وترفض القادم الذي لم يدفع الثمن.

وهو صراع بين المثاليين والبراغماتيين الذين تمسكوا بالسلطة وذاقوا حلاوتها وزينتها ولم يعودوا قادرين على التفريط فيها.

هو صراع بين جيل جديد جاء بعد 2011 وجيل آخر بعقلية السبعينات الثمانينات.

كل هذا تتم التغطية عليه بذرائع شتى وكثيرة لكن كلها تصب في  تضخم الذات وانا زعيمكم الأوحد والمالك للحقيقة. هي عقلية الراعي والرعية. عقلية ولي الأمر والمانح للجزاء والمسلط للعقاب.

الغنوشي اليوم صار عبئا على النهضة كحزب وعبئا أمام التجديد والجديد.  هو صار الصدر الأعظم والباب العالي معا ومرض السلطة قد يصيب الشخص وهو لا يدري وهو يتصور انه يحسن صنعا.

الاستقالات التي حصلت تصب في كل هذا والنهضة اليوم وصلت مرحلة خسرت فيها الكل الا من يؤمنون بها أيديولوجيا . من يرونها المعبر عن الدين والإسلام اما المواطنة فهي لم تعد مضمونة لمساندة النهضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!