دردشة يكتبها الأستاذ الطاهر بوسمة /يعجبني كلام الطبوبي الذي قال

كتب الطاهر بوسمة:

كان ذلك تلخيصا لخطابه اخيرا في الحمامات عند اشرفه على مؤتمر الاتحاد الجهوي بزغوان. 

قال اننا تجاوزنا كل الخطوط الحمراء لما وصل بنا الحال لشركة فسفاط قفصة والمجمع الكيمائي التونسي وحقول النفط وهي مساله امن قومي.

فأقول له شكرا على الشجاعة التي كانت سابقا غير بائنة لما نتذكر ان أتحاد حشاد قام بثلاثة اضرابات عامة منذ انطلاق الثورة وذلك من عمل السياسة المحرم عند العقلاء ولكن وقتها الانحياز للمنظومة السابقة تغلب.

كنت دائما مؤمنا بضرورة وجود نقابات لتؤطر الموظفين والعملة وتضرب عليهم عندما يقتضي الحال، ولكنني ضد ادخالها في المعارك التي لها طعم في السياسية ولا تعنيه أبدا وليست من شانه حتى ولو اخذ بسبها جائزة نوبل للسلام التي لم أجد لها قيمة ولا سبب.

إنها تهمه الاختيارات الكبرى للاقتصاد لأنه مسؤول عن نتائجها التي تتسلط على رعاياه وهو الضامن لمصالحهم وامنهم وأمن ابناءهم وحمايتهم من الفقر والخصاصة العجر والصحة والتعليم حتى بعد خروجهم من الخدمة.

ذلك الذي قراته في الكتب وتعلمته بالمدارس وكم كنت صلبا وقاسيا وضد الاضرابات العشوائية التي أراها تضر بالمنظمة أكثر من الاعراف.

كنت مسؤولا ووال على قفصة التي يوجد بها أكبر تجمع للعمال في بداية السبعينات، وكانوا أكثر من تسعة الاف في المناجم وحدها.

وأتذكر أنني دعيت لاجتماع عام أشرف عليه الامين العام الاسبق عليه رحمة الله الحبيب عاشور وما أدراك بالرديف حسبما أتذكر وأخذت الكلمة إكراما للضيف، وقلت ذلك الكلام بصراحة، ولم يعترض عليه بل اكده.

وحتى زدت تأكدا من معلوماتي تلك فقد وجدتها فرصة زمن الحجر الصحي وعدت للكتب التي لم اتمكن من قراتها، فكان تاريخ الولايات المتحدة الموجز الذي أهدي لي عند زيارتي لها بدعوة رسمية، زرت فيها مما زرت منجم الفوسفات بفلوريدا فوجدت انهم ينتجون مثلما ننتج وقتها في حدود ثلاثة ملايين وستمائة الف طن في السنة ولكنهم بثلاثمائة ( 300) إطار وعامل فقط.

أما الفارق الذي بيننا فهو يكمن في وجود تلك المادة على سطح الارض وبدون دواميس مثل التي عندنا، أما النقل فيقع عندهم بالأنابيب المتسعة على مسافة 30ميلا وبعد خلط الفوسفات بالماء.

لم يكن ذلك للمقارنة ولكن الذي اكتشفته في الكتاب له علاقة بالنقابات التي تعد الاقوى في العالم وكانت مبنية على التوازن ولا تتدخل في السياسة ولا في الحكم ابدا، ولكنها تؤثر على كل حال.

لذلك تمنيت ان لا يتحدث سي الطبوبي على تشكيل الحكومة التي تهم الاحزاب والكتل التي في البرلمان الموكول لها منحها الثقة أو حجبها طبق برنامجها الواضح المعالم.

لذا فانا مع وجوب تشكيلها من الاحزاب السياسية حسب أهميتها وتمثيلها وتقارب توجهاتها حتى تضمن تمرير الاصلاحات التي باتت ضرورة مستعجلة لا يمكن تأجيلها.

هذا الذي رايته هذا الصباح وقررت ان اكتب فيه هذه الدردشة لعلها تجلب انظار الذين باتوا مرضى بالكره والحقد الاسود لبعضنا الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، والسلام

                                     الحمامات في 4 اوت 2020 .

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!