دردشة يكتبها الأستاذ الطاهر بوسمة /  تونس تدخل لنادي الدول الديمقراطية باستحقاق

كتب : الأستاذ الطاهر بوسمة

دخلت تونس بجد لنادي الدول الديمقراطية من الباب وباستحقاق بعدما أزالت من طريقها كل الصعاب واقامت الدليل على طي صفحة الماضي وتجاوز العقبات وكل المحاولات اليائسة التي وضعت أمامها.

كانت ليلة 14 ليلة كبيرة لم تحدث الا في فترة عاشها امثالي من الكبار الذين عاشوا وحضروا عودة بورقيبة منتصرا يوم غرة جوان.1955

رأيت وقتها كيف كان التونسيون يهبون لاستقبل قائدهم بعد كفاح وسجون وتغريب انتهيت بالأنصار، لكن هذه المرة كانت تختلف عن ذلك الاحتفال الذي تناسيناه في خضم بناء الدولة والنجاحات والإخفاقات التي تتبع عادة كل التحولات التي تمر بها الشعوب والبلدان التي تفتش عن طريقها وكثيرا ما تتيه في الأدغال، وتبقى الأحداث وحدها تتحكم من المصير المسطور في الألواح.

لم تفرح تونس بثورتها الأخيرة التي استولى عليها من قامت عليهم، وكانوا السبب في كل مأساة، بين منظر ومحبط ومنحرف بالسلطة واستعماله لوسائل الدولة لتكميم الأفواه والفوز بالامتيازات، وتلك هي ضريبة الثقة التي تعطى عادة بحسن نية وقلة جهد وبدون حساب.

انها فرحة أيام 17ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011 تأخرت، وهاهو الشعب يبايع وينتخب رئيسه الجديد بكل تلقائية بعدما تم عقاب الانتهازيين الذين إطمأنوا بعودة حكم المنظومة القديمة وظنوا انهم كانوا دائما على صواب.

كانت بيعة واستفتاء على ذلك الاستاذ في القانون الدستوري الذي لمسوا فيه البراءة، فأعطوه تونس صكا على بياض لأنهم انسوا فيه الصدق والأمانة والإخلاص.

لم تكن المهمة سهلة ولا بسيطة ولكنه بحول الله سوف يقف سدًا منيعًا ضد كل الانحرافات والفساد الذي عّم البلاد ولم يجد صادقا يقف أمامه بالمرصاد.

رأيت بعض المنبرين في وسائل الإعلام ليلة البارحة يحاولون وضع العقبات في طريقه، بعدما فشلوا في إقناع الشعب بعدم جدواه، فاخذوا في ليلة فرحتنا يتحدونه ويدخلون الشك في نفوس الشعب ويحذرونه من الفشل الذي سيلقاه،

لقد باتوا له من الناصحين، ولكنه لن يلتفت لهؤلاء بحول الله، انهم من المنافقين الذين تراهم مثل بعض الشعراء.  الذين قال فيهم الله: وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) الشعراء.

وأقول في هذا الصباح لمن انتخبناه بتلك الصفة وعلقنا عليه الآمال، اننا لن نطلب منك المستحيل لأننا نعرف إمكانيات البلاد، ولكننا على يقين من صدقك، راجين منك حماية ظهورنا من مصاصي الدماء والبقية موكولة لنا، إذا عم العدل بيننا الذي هو أساس العمران.

تونس في 14 اكتوبر 2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!