دردشة / يكتبها الأستاذ الطاهر بوسمة : الصيف ضيعت اللبن

كتب الطاهر بوسمة :

ذلك ما ينطبق على الأحزاب التي بدأت الآن تتهجم على رئيس الجمهورية وعلى من أختاره لتشكيل الحكومة. بعدما انتقلت اليه تلك المهمة بموجب الفقرة الثانية من الفصل 89 مِن الدستور الذي جاء مشروطًا بمشاورات مع الأحزاب والائتلافات والكتل النيابية لتكليف الأقدر في ظرف عشرة أيام.

وذلك هو الذي التزم به رئيس الجمهورية بالتمام والكمال. وزاده توثيقا بكتائب قدمها المعنيون بالأمر في هذا الشأن.

لم تعجب البعض تلك الشخصية التي عينها الرئيس، بالرغم من الاجتهاد الذي بذله وبعد قراءته لكل تلك الأسماء المرشحة من تلكم الأحزاب والائتلافات والكتل النيابية، لقد قدم منها من رآه الأنسب بموجب ما له من تقدير واجتهاد، فلم يعد بعدها لاحد منهم الحق في نقاشه فيمن رأى، أو عليه الاعتراض.

لكنني رأت الان من يشكك في ذلك الاختيار ويطعن في الشخصية التي رشحها الرئيس من بينهم وقدمتها لهم بحجج لا تدخل في الاعتبار.

لذا فاني ارى أن ذلك النقاش لا محل له من الإعراب، لأنه لم يعد لهم عليه من سلطان، الا حجب الثقة عن حكومته في البرلمان، وتلك هي الديموقراطية التي يمكن بها استعمل حقهم في الاعتراض.

أما كل ما يجري هذه الأيام في وسائل الاتصال وقنوات التلفاز ووسائل الإعلام فانه يعد بكاء على الأطلال، لا ينفع ولا يفيد بأي حال بل يعكر المزاج.

لكنني بالمناسبة أشتهي أن يتشجع هؤلاء الفرسان ليحجبوا الثقة عن الحكومة المشكلة مثلما تجرؤوا وفعلوها في المرة السابقة، لتطبق عندها الفقرة الثالثة من الفصل 89 مِن الدستور، ويحل مجلس النواب، وتعاد الانتخابات، وبغير هذا القانون الغريب العجيب الذي نجح واضعوه في تعطيل المسار، وعندها سنرى بالمجلس من يعود منهم ليتمتع بالحصانة المطلقة وما توفره تلك الصفة من امتياز.

وبذلك ينطبق عليهم المثل العربي الذي عنونت به هذا المقال والسلام.

تونس في 25 جانفي 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!