حمادي الجبالي والعودة الى النهضة لإنفاذها من الانقسام والتفكك

تمر حركة النهضة حاليا بفترة صعبة تكاد تكون الاولى من نوعها حيث كثرت فيها الاستقالات ودبت فيها الخلافات التي خرجت للعلن ووصلت حد توجيه اتهامات مباشرة لرئيسها راشد الغنوشي ان كان من جيل الشباب او حتى من القدامى ومنهم محمد بن سالم الذي صدع برأيه صراحة او عبد اللطيف المكي الذي مازال يوجه انتقاداته “مغلفة” بنوع من اللطافة والليونة.هذه الاستقالات ليست الوجه الوحيد للازمة التي تمر بها النهضة بل هناك الخلافات التي تسربت الكثير من تفاصيلها داخل مؤسسات الحركة وآخرها اتهام مكتبها التنفيذي بكونه اتخذ القرار في ترشيح اسماء لرئاسة الحكومة دون الالتزام بالقانون الداخلي أي جعل القرار من قبل مجلس الشورى.

كثير من الاسماء من الذين استقالوا اكدوا كونهم غير راضين عن تسيير الحركة وبعضهم انتقد الغنوشي ومن يساندونه أي المحسوبين عليه بل وصل الامر ببعضهم للتحذير من انقسام الحركة وان وقت تلافي الازمة فات.

ضمن كل هذا فان دعوات الانقاذ لم تنقطع .

هنا يمكن ان تحضر شخصية الرجل الثاني في الحركة الى حين انسحابه ونعني حمادي الجبالي فهل سيعود لانقاذ الحركة قبل فوات الاوان؟

مسألة العودة يتحدث عنها هو نفسه حيث اكد في حوارات صحفية سابقة كونه خرج من النهضة حتى يجنبها الانقسام وقال صراحة في حوار معه سنة 2018 كونه خير ان “ياكلها في عظامو ولا يكون سببا في انقسام الحركة”.

اليوم حصل المحظور والنهضة باتت مهددة بالانقسام والسبب الذي خرج من اجله يحصل.

الجبالي قال ايضا في حوارات معه كونه خرج من النهضة لسببين الاول معارضته لطريقة ادارة الحركة والثاني سياساتها وهو يقصد التحالف حينها مع نداء تونس.

واضاف كون عودته يقررها مؤتمر النهضة والقواعد وابناء الحركة وانه غادر بمشروع وان عاد اليها فبمشروع.

كل هذا يعني ان المعضلة ليست في الخروج ذاته بل في اسبابه وان عدم العودة ليس قرارا اعتباطيا بل ان العودة ستكون مشروطة .

النهضة مقدمة على تنظيم  مؤتمرها وحتى ان عارض البعض من داخلها ذلك فانه سيعقد ان كان بعد اسابيع او اشهر والسؤال هنا:

هل هناك شخصية ستكون قادرة على خلافة الغنوشي الذي سيتخلى عن رئاستها ولن يكون من الممكن التمديد له حتى وان طالب بعض مسانديه بذلك؟

طبعا في النهضة اسماء لها تاريخ نضالي وتسييري في الحركة لكن مع ذلك فان احتمالية عودة الجبالي بطلب من قيادات تريد الاصلاح وتغيير اسلوب الادراة قد يطرح بجدية قبل المؤتمر .

محمد عبد المؤمن

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!