حذار الشعب تعب ومل…وبلغت القلوب الحناجر

تونس – الجرأة  الاسبوعية : محمد عبد المؤمن

قبل أزمة كورنا كان هناك امل في اصلاح الوضع الاقتصادي وحل بعض الازمات . بلغة اخرى كان المراطن يأمل في ” تنفيسة” بعد سنوات عجاف صعبة .

لكن كل هذا سقط في الماء لا بسبب كورونا فقط بل والاهم انه بسبب سياسيين ابدعوا في الرداءة والاستهتار وتهميش قضايا المواطن ومشاغله واهتموا بمعاركهم وخصوماتهم .

حرب السياسيين كانت ولا تزال من اجل الحزام السياسي ونوعية الحكومة وتعديل قانون وحرية الضمير والميراث وغيرها من الملفات التي لا تشغل المواطن بل ما يشغله ” خبزة أولادو” التي يرى انه بات مهددا بفقدانها.

ومقدرته الشرائية التي تدهورت بل انهارت.

وسط كل هذا تزداد الازمة ويزداد المواطن اختناقا فجائحة كورونا قضت على القليل المتلقي ونسبة كبيرة من الشعب تعبت وفدت وصارت ” تشهق ما تلحق”.

 

السؤال هنا: هل ان حكومة جديدة ستحل المشاكل ؟

قد تحلها لو حددت المشاكل الفعلية لكن هيهات.

 

غول الغلاء

 

كتبنا كثيرا وكررنا مرات ومرات كما غيرنا عن الغلاء هذا “الغول” المرعب الذي فتك بالمقدرة الشرائية للمواطن لكن دون جدوى لأن الوضع يزداد قتامة مع كل يوم ومستوى الأسعار في ارتفاع فاق كل المنطق والمعقول حتى أننا اليوم لم نعد نتحدث عن ضرب المقدرة الشرائية للمواطن بل عن نسفها وتدميرها بالكامل.

فبعد اسقاط حكومة الفخفاخ والدخول في فترة تكوين حكومة جديدة  أشغلوا بها الشعب وسيشغلونه شهورا لن تنتهي  القصة مع توزيع الوزارات والحقائب والامتيازات .

سبقي من يبقي ويرحل من يرحل .

منهم من جنى عليه أداؤه الهزيل ومنهم من جنت عليه التوازنات السياسية والحزبية ولو أننا لا نرى أن من سبقى أفضل ممن رحل .

ستتكون حكومة جديدة وستثبت أحزاب قوتها وتأثيرها وتضعف أخرى لكن الشيء الوحيد الذي لن يتغير هو معاناة المواطن فالفقير ازداد فقرا ومن كان في خانة وشريحة الطبقة المتوسطة نزل لطبقة الفقراء كل هذا والسادة الوزراء وحضراتهم وجنابهم وكل الصفات التي يتمتعون بها  عند سماعها سيكونون مشغولين بأشياء أخرى .

فوزير الفلاحة  سيكون في قمة النشاط وعوض ايجاد حلول لمشاكل الفلاحين وديونهم والتدهور الكبير الذي يعانيه القطاع سنجده يبذل جهدا منقطع النظير في عيد الشجرة ويغرس شجرة ثم يعود الى بيته أو مكتبه فرحا مسرورا ليأتي نشاط آخر في يوم آخر جديد هو ندوة أو مؤتمر أي كرم في كلام.

وزير التجارة الذي لا نعرف من سيكون  لن يلتفت لا يمنة ولا يسرة ليرى ما يحصل في قطاع السجائر وليرى موجة الغلاء التي أصابت الخضر فالأسعار زادت بشكل جنوني حتى صار الغلاء السابق نعمة ونحن لم ندري .

. التهريب انتشر أكثر وصار جهارا نهارا ثم ماذا هل مازال سيحصل أكثر من هذا.

ستهدأ المعركة بين الغنوشي وعبير لفترة ثم تتجدد وعلى المواطن ان يتبع حلقاتها المملة .

 

الفساد ينتشر

 

ليس هناك أحسن ولا أدق من الوصف القرآني لما يعيشه التونسيون اليوم “وبلغت القلوب الحناجر” فالوضع وصل الى أقصاه وأقساه أما ما ينشر من تلك الأرقام عن الاستثمارات و تحرك قطاع ما وتوقع نسبة نمو بعد سنة او سنتين  بكذا وكذا فتأكدوا أنها لا تعني المواطن في شيء فهي أرقام صنعتموها و”تعبدونها” .

المواطن لا تهمه ارقامكم ولا ندواتكم يهمه حياته البسيطة والضروريات .

لكن وسط كل هذا فان الفساد يضرب بقوة ولن يرحم وسنجد الحكومة الجديدة تعلن الحرب على الفساد ثم نكتشف كونه مسلسل هندي ركيك وساذج.

نشر هذا المقال بالجرأة الأسبوعية

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!