بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن/ تركيا ومصر تتقاسمان كعكة اعادة الاعمار والمصالح في ليبيا وتونس…شكر الله سعيكم

كتب محمد عبد المؤمن

تركيا ومصر يتقاسمان كعكة اعادة الاعمار والمصالح في ليبيا وتونس…شكر الله سعيكم

منذ 2011 وتونس تدفع ثمنا باهظا بسبب ما يحصل في ليبيا فما حصل ان كان ثورة او فوضى او تغيير نظام او حرب اهلية كل له تسميته ووجهة نظره كان اكبر المتضررين منه من دول الجوار هي تونس .

تونس دفعت الثمن من امنها واقتصادها ومخزونها من العملة الصعبة ومصالحها ايضا

ففي سنة 2011 والى الان حصلت موجات هجرة ليبية نحو تونس والتونسيون قاموا بواجبهم كأحسن ما يكون واستقبلوا اخوانهم  الليبيين ووقفوا معهم بما يستطيعونه وفوق ما يستطيعونه ولا احد تذمر ولا حمل الاخوة الليبيين أي مسؤولية.

الى الان وتونس تستقبل الليبيين وتمكنهم من العيش فيها والتداوي واستهلاك المواد المدعمة لا فرق بينهم وبينت التوانسة وهذا واجب بحكم الجوار والتاريخ المشترك وواجب الدين ايضا  لكن ما هو مهم توضيحه للبعض ممن يقول اننا نشتري ما نريد بفلوسنا ان ما يشترى تدفع اكثر من نصف ثمنه الحقيقي الدولة من ضرائب مواطنيها ان كان في الغذاء او الدواء او المحروقات.

ليس مهما ان نواصل في هذه السردية التي لا نحبها وان كانت الحقيقة لكن من المهم ان نفهم بعضنا ويفهم الاخوان في ليبيا كون البلد الوحيد الذي وقف معهم من دون حسابات ولا ارسال قوات الى الشرق او الغرب هو تونس .

اليوم يتغير الوضع ويبدو ان واقعا جديدا يرسم عنوانه سيكون الحرب من اجل المصالح في ليبيا.

في طرابلس يجتمع خصوم الامس بل اعداء الامس القريب الأتراك والمصريون وكلاهما ارسل جيشه ومقاتليه واسلحته اما الى الشرق او الى الغرب وكل منهم طالب سريعا بالثمن.

وكلاهما ايضا تسبب في قتل ليبيين ابرياء بأسلحته التي رماها في ليبيا لنصرة هذا الشق او ذاك.

وبعد كل هذا يجلسان معا ليعيدا رسم مخططاتهما وكل عينه على ما سيأخذه في الفترة الجديدة.

عيونهم على النفط وعلى مشاريع اعادة الاعمار وعلى السوق الليبية بعد ان يعود انتاج النفط الى طبيعته حيث سيكون مثل سوق خليجية أي قوة استهلاك كبيرة.

الاتراك والمصريون كل يريد غرس شركاته في ليبيا واغراق هذا البلد بمنتوجاته.

في مقابل هذا ماذا تفعل تونس او حكومة تونس ورئيس تونس؟

الى اليوم مازلنا نتحدث بالمثاليات وكأن خدمة المصالح المتبادلة جرم يرتكب .

الوقت لم يعد وقت التباهي بما فعلناه في 2011 وما بعدها بل المهم هو كيف سنستفيد منه ونحن هنا نتحدث عن مصالح بين دول وليس بين اشخاص .

قد يرى البعض ان مثل هذا الخطاب براغماتي ولا يجب ان يقال لكن غيره تجاوز ان يقوله نحو البحث عن مصالحه .

مع اغراق الاتراك للسوق الليبية بالبضائع والسلع علينا ان نتصور كم مؤسسة تونسية ستفلس بعد ان كان منتوجها يوجه لهذه السوق .

ثم كم من عمالة تونسية ستفقد بعد ان تغرق العمالة المصرية ليبيا.

هذا ما يسمى الامن القومي ايها ايتها الحكومة فالأمن القومي ليس محاربة الارهاب فقط بل وايضا حماية الاقتصاد والمصالح والتخطيط لذلك اما عقلية شكر الله سعيكم فهو منطق  جميل لكن معه هناك منطق آخر هو ما نراه من قبل الاتراك والمصريين حاليا دون ان ننسى نصيب الدول الغربية التي اخذته مسبقا وستأخذه لاحقا .

الى حد الان لم يفت الاوان لكنه بهذه السياسة الغريبة سيفوت .

نشر هذا المقال في الجرأة الاسبوعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!