بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن/ الأحزاب في تونس: يرفعون شعار الديمقراطية وهي في داخلهم محرمة

هناك بون شاسع وطريق طويل بين الحديث عن الديمقراطية كشعارات ونظريات ومطالب وبين ممارستها.

كتب محمد عبد المؤمن :

الكثير من الاحزاب في تونس تأسست قبل الثورة وحتى ان كان تأسيسها بعد 2011 فان من يتزعمونها هم مناضلون بل بعضهم ذاق الامرين من النظام السابق .

بعضهم ايضا كان ضمن حركة 18 اكتوبر في ذاك الوقت الذي كان فيه النضال نضالا.

لكن اليوم الامر اختلف كثيرا ان لم نقل كليا.

ما نريد طرحه في هذا المستوى ليس ان نتحدث عن تجربة هذا الحزب او ذاك بل نريد فهم ظاهرة تبدو غريبة يمكن ان نلخصها في سؤال:

ما بال المناضلين ينقلبون كليا عندما يتحولون الى زعماء؟

هنا يمكن ان نأخذ نماذج وهي معلومة للجميع.

حمة الهمامي هو زعيم حزب العمال حاليا وحزب العمال الشيوعي سابقا . فمنذ وعينا ونحن لا نعلم زعيما غيره للحزب بل حتى عندما تكونت الجبهة الشعبية وهي مجموعة احزاب اساسا مع مستقلين فان حمة بقي الزعيم وحتى مع صفته كونه ناطق رسمي الا ان التسمية لم تعكس الحقيقة .

عندما طلب من حمة ان يكون هناك تداول على الزعامة ولا نقول الرئاسة تفككت الجبهة الشعبية وبعدها لم تعد شعبية.

الشخصية الموالية هي احمد نجيب الشابي فالرجل مناضل من الطراز الأول لكنه فاشل في تكريس الديمقراطية في حزبه من طراز أول ايضا بل انه جنى على حزبه وحوله من حزب كبير كان يحسب له الف حساب الى حزب على الهامش ولا وزن له.

نداء تونس هو الاخر صنع زعيما او ان الزعيم هو من صنع نداء تونس وعندما ابتعد هذا الزعيم انهار الحزب أي هي نفس العقلية .الزعيم ثم الزعيم.

مصطفى بن جعفر هو الاخر جنى على حزبه فقد فرض عليه خياراته التي ادت الى اضعافه وتهميشه وفقدان شعبيته لكن هل يعترف بن جعفر بهذا.

مطلقا .لن يعترف .

حتى حزب التحرير وهو امتداد خارجي عندما غاب زعيمه البارز أي رضا بلحاج انتهى وجود الحزب ولم يعد له أي ذكر.

بالنسبة للنهضة فهي حالة مخصوصة .

فطوال عشر سنوات والحركة تقنع الجميع كونها استثناء وانها الزهرة وسط الاشواك وانها قائمة على الديمقراطية ورأي الجماعة لكن عندما جد الجد انهار كل هذا والسبب ان هناك مطالبات بان يبتعد الزعيم ونقصد الشيخ والرمز بالنسبة لأنصاره أي راشد الغنوشي.

فالغنوشي لا يستوعب حتى مجرد الحديث عن فكرة ان يترك الزعامة بل حن الامر وصل حد تأجيل المؤتمر والتبرير جائحة كورونا لكن الحقيقة ان الجائحة مغايرة لكورونا  لأنها كورونا اخرى ومن نوع اخر.

انها فيروس الزعامة والتمسك بها .

نشر هذا المقال في الجراة الأسبوعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!