بكل جرأة بقلم محمد عبد المؤمن / عندما تتحول الدولة الى متفرج على الفوضى والتسيب وعقلية ” خوذ حقك بيدك”

كتب محمد عبد المؤمن :

باتت الموضة اليوم ان صحت العبارة هي غلق الفانات وهي مفرد فانا أي مضخة البترول .

هذه الموضة الغريبة التي هجمت دفعة واحدة سرت الى قطاعات عديدة فهي اليوم في المؤسسات الكبرى مثل شركة الاسمنت بقابس وقد نراها غدا تتوسع اكثر بل نخشى ان تنتقل الى مؤسسات الدولة ونجد من باسم العطالة والحاجة واي شيء آخر يتوجه لغلق البنك المركزي او مولدات الكهرباء ومضخات المياه الكبرى او السدود كما قال احدهم.

ما يحصل قد يدرجه البعض خاصة من السياسيين ضمن النضال المشروع لنيل الحقوق وانه احتجاج على التهميش والفقر والظلم.

كل هذا صحيح لكنه ايضا ليس بجديد .

فاغلب التونسيين اليوم يعانون من الظروف الصعبة التي زادتها جائحة كورونا تأزما .

فالمقدرة الشرائية للمواطن ضربت بل نسفت والاحوال تشكي اربي بالنسبة للغالبية العظمى لكن هل يكون هذا مبررا لما يحصل .

الغريب ان بعض السياسيين يستغلون الوضع للترويج لصورتهم شعبيا أي انهم يدفعون حسابا مسبقا للانتخابات القادمة فيتحدثون بمنطق عندهم الحق او كما قال احدهم فليغلقوا الفنانات ماذا في ذلك هذا حقهم في حين ان المتكلم ينعم بالسلطة وخيراتها وجاهها وثروتها.

السؤال هنا: هل المواطن العادي مع هذا التصرف ام ضده؟

لا نريد ان نجيب نيابة عن التونسيين فكل له موقفه ورأيه لكننا نتحدث عن موقفنا وهو ان ما يحصل نراه فوضى وتسيبا وتهديدا للدولة .

ما نراه هو احد وجوه ضعف الدولة وغيابها وتركها المساحات التي من المفترض ان تتحكم فيها وتسيطر عليها لا ان تتركها لاطراف لا صفة لها ثم تتفاوض معهم.

ضرب هيبة الدولة هي عندما يجلس ممثلو الدولة مع من لا صفة لهم للتفاوض معهم فالدولة لا تتفاوض فيما هو من الامن القومي وضرب الاقتصاد والانتاج وتهديد قوت الناس فهو من اهم ركائز الامن القومي.

ما يحصل اليوم هو ان الدولة تتفرج ولا تفعل شيئا لان رجال الدول غائبون.

سؤال آخر نطرحه هنا:

هل ان حل ازمة الكامور وحتى حقل الدولاب سيوقف النزيف ويحل المعضلة ؟

الحقيقة ان ما قدم كونه حل في الكامور لم يكن الا لغما وما نراه اليوم ليس انفجاره الحقيقي بل مجرد شرارة انطلقت لان القادم سيكون اصعب واحلك لو تواصل الوضع على ما هو عليه.

نحن اليوم نعيش عقلية خوذ حقك بيدك وهي عقلية الغاب والفوضى وفي مثل هذه الوضعية ليس من الحكمة الجلوس على الربوة واستغلا ل الظرفية لاستثمارها سياسيا او ماليا لان البعض مثل الخفافيش لا يعيشون وينتعشون الا في الفوضى والتسيب وغياب الدولة.

من المسؤل عما يحدث اليوم؟

موضوعيا كل من تقلد السلطة منذ 1956 مسؤول لكن هذا الجواب ليس عمليا لان المسؤولية التي تعالج هي الحينية.

حكومة المشيشي اليوم هي في السلط بالتالي فهي المسؤولة ولم كانت حكومة الفخفاخ هي من تحكم فأيضا هي المسؤولة.

المسؤولية ايضا على من حكموا منذ 2011 واوصلوا الاوضاع الى هذا الحد بسبب انهم يخدمون احزابهم ويفكرون في الانتخابات وقواعدهم وجماهيرهم اكثر مما يفكرون في مصلحة البلاد والعباد .

اليوم هم يدعون لما يسمونه حوارا شاملا فهل المشكلة في حوار شامل او كامل ؟

المعضلة ليست هنا بل في نخبة او هكذا صورت نفسها تحكمت بالأمور ومسكت زمام السلطة وهي لا تستوعب معنى هيبة الدولة بل ما معنى دولة.

الدولة تتحرك وقت اللزوم وهي الطرف الوحيد الذي يمتلك القوة المشروعة لان الفوضى لا تعالج بالترقيع بل  بالصرامة والصرامة يمكن ان تكون ضمن الديمقراطية وحماية الحريات فلسنا في حاجة الى سيسي ليرجع هيبة الدولة بل نحن في حاجة الى ماندلا .

سياسيين بعقلية مانديلا.

نشر هذا المقال في الجرأة الاسبوعية:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!