بكل جرأة/ بن علي مات منذ فترة لكن البعض لم يدرك

تتواتر اخبار كثيرة حول الحالة الصحية للرئيس الأسبق بن علي بين من يروج كونه في حالة حرجة ومن ينفي ويؤكد كونه مرض شيخوخة عادي وأخرون حكموا بموته السريري والبيولوجي

هذا الخبر تصدر عناوين المواقع الإخبارية والامر عادي فهذا الشخص حكم تونس ل23 سنة ولا احد كان ينتظر او يتوقع ان يغادر القصر الا الى القبر

بن علي لم يكن ديكتاتورا بالمعنى الكلاسيكي فلا هو هتلر ولا موسيليني ولا فعل ما فعله رؤساء في جمهوريات الموز في امريكا اللاتينية ولكنه استخدم اسلوبا آخر

هذا الاسلوب كان قمع نفسي اكثرمنه جسدي فمن تعرضوا للأذى في فترة حكمة يعتبرون ليسوا كثرة بمقياس ما فعل في ديكتاتوريات اخرى أي انه كان يحكم بالخوف والترهيب لا بالفعل المباشر الا لمن تجرأ عليه او على حكمه وشكك في كونه ينهض بتونس وباقتصادها

هذا الرئيس حكم بالوهم والخديعة ففي وقته كانت تصرف المليارات داخليا وخارجيا لتحسين الصورة لا صورة تونس بل صورة حكمه

الغريب انه كان يقنع نفسه بكونه كان ديمقراطيا فيجري انتخابات ويفوز فيها بنسبة تفوق التسعين بالمائة والويل كل الويل لمن يشكك كون النتائج صحيحة وانه لم يكن هنالك تزوير بل يجب الاقرار بها والاعتراف له بالفضل كونه ارسى الديمقراطية لكن وفق مقياسه هو

بن علي ايضا كان يستخدم اسلوبا آخر هو الغنيمة والمكافأة لمن يرضى عنهم والكثيرون غيروا بدلتهم بل حتى جلدهم فنسوا نضالهم الطلابي والحقوقي ودخلوا ماكينة السلطة والتبرير انهم كانوا يصلحون من الداخل وهي تعلات واهية استهلكت حتى ملها الشعب الذي كان يعرف الحقيقة اكثر من الكثيرين ممن كانوا يصنفون كنخبة

اليوم يهتم الكثيرون بالوضع الصحي للرئيس الاسبق لكن لا نظنه اهتمام حب وحسرة على ايامه فتلك ايام سوداء وما نعيشه اليوم من ديمقراطية حقيقية وحرية ولو في ظروف صعبة افضل ألف مرة من استقرار بالخوف والوهم والكذب كذب جزء كبير من الاعلام حينها الذي كان يستفيد مما تعطيه وكالة الاتصال الخارجي التي حولها بن علي الى خزينة المال خاصته يغدق منها على من يرضى عنه ويروج لصورته ان كان من الداخل او كان اجنبيا

في المرض نتمنى الشفاء لكل سقيم لكن بن علي ونرجو له الشفاء لم يكن الا حاكما ظالما حول الدولة الى مزرعة لأسرته ولأصهاره وزوجته

لا ارجع الله ايامه لكننا نقول شفاه الله فلا تزر وازرة وزر اخرى

بن علي مات منذ 14 جانفي 2011 لكن الكثيرون لا يدركون ذلك.

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!