أهم نقطة تعرض لها الفخفاخ في كلمته…

تونس – الجرأة نيوز: محمد عبد المؤمن

كالعادة ستتراوح التقييمات بخصوص كلمة رئيس الحكومة الياس الفخفاخ للشعب بين من سيراه صارح التوانسة بحقيقة الوضع ووضعهم في الصورة وبين من سيراها كلمة فاشلة ويطلق العنان لدراسة الحركة والصورة والالفاظ التي قالها ويحول الكلمة الى درس في علم النفس السلوكي والاتصالي.

سنتجاوز كل هذا لان البلاد ليست في وضعية رفاهية تقودنا لمثل هذه التقييمات الكمالية لان ما يعنينا ويعني التونسيين اليوم هو ان البلاد تعيش وضعا صعبا ليست المتسببة فيه الحكومة ولا الاضرابات كما كان بل وباء يعاني منه كل العلم بلا استثناء .

وباء أخضع القوى العظمى وجعلهم يسيرون حياري عاجزين أمام قدرة الله وعظمته لان كل تفسيرات العلم لفيروس كورونا مهما كانت صرامتها تبقى ضعفا امام ما يحصل في الواقع.

كورونا تجاوزت كونها مرضا لأنها تحولت الى ازمة اقتصادية ضربت كل العالم وتونس ليست استثناء لكنها يمكن ان تكون استثناء بقدرات ابنائها وكفاءاتها ووعي شعبها.

الحرب ضد الفيروس لم تنته ولا يمكن ان تنتهي الا بإيجاد علاج او لقاح وهي مسألة يعمل عليها اكبر علماء العالم وتعمل عليها منظمة الصحة العالمية التي تمتلك خيرة المختصين في الاوبئة .

نعود لكلمة رئيس الحكومة التي قال فيها الكثير لكن هناك نقطة نراها مهمة جدا بل قد تكون المفتاح لفهم كل شيء لوضع أي استراتيجية مستقبلية في الفترة القادمة وما نعنيه قوله ان كل دولة تعول على امكانياتها او كما  قال” ادبر راسها وحدها”.

اليوم ثبت ان العولمة سراب ومجرد نظريات وان العالم ليس قرية واحدة كما نظر لذلك وتونس يجب ان تتعامل مع الوضع المستجد من هذا المنطلق فالعام القادم سيكون صعبا على الجميع وعلى بلادنا ألا تنتظر المساعدة من أي طرف فكل مشغول في ” همه” ومشاكله واهم رهان اليوم هو الامن الغذائي فكل شيء مقدور عليه الا الغذاء لان الجوع كافر .

قد تحصل ازمة حبوب في العام القادم عالميا وازمات اخرى خاصة بعد ما كشفه علماء الناسا حول دخول الشمس في فترة سبات وحصول تحولات مناخية عميقة قد تتسبب في اتلاف الكثير من المزروعات .

كل هذا يجب وضعه في الاعتبار أي تعويد النفس على الترشيد والتحكم في الانفاقات وايقاف الاستيراد العشوائي للمحافظة على العملة الصعبة فما هو اليوم بدولار في السوق العالمية قد يصبح بعد اسابيع او اشهر ب10 دولارات .

اليوم لم يعد مقبولا حصول ازمة تخزين للحبوب او اتلاف الغذاء بالحرائق او الامطار ولا مسموح ان تكون هناك ازمة توزيع المنتوج فصابة الحبوب وغيرها اليوم هي الضمانة للانتصار في الحرب ضد الوباء وضد الأزمة الاقتصادية القادمة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!