المشيشي يجد الحل السحري للإنقاذ: تحسين المالية العمومية بإفقار المواطن

تونس – جرأة الأسبوعية

في تصريح غريب بل وصادم خرج وزير االاقتصاد والمالية علي الكعلي ليتحدث عن خطة الحكومة ويقصد حكومة المشيشي لإنقاذ الاوضاع ويعني اساسا المالية العمومية أي “كاسة” الدولة.

الكعلي وبكل بساطة وثقة في النفس او هي عدم ادراك لخطورة ما يطرحه تحدث عن ثلاثة محاور جوهرية سيشملها اصلاح رئيس الحكومة وهي :

منظومة الدعم

الاجور

المؤسسات التي تشكو من صعوبات مالية .

بالتأكيد فالوزير الكعلي لا يتحدث او يطرح رأيه وموقفه بل هو يمثل الحكومة هنا ورئيسها هشام المشيشي الذي هو اداري وقد يكون اداريا جيدا لكنه لا يمتلك الخبرة الاقتصادية والسياسية .

ملفات كبرى

بالنسبة لما تطرحه حكومة المشيشي فان منظومة الدعم التي عاشت معها اجيال ستلغى وستعوض ببطاقات تمنح لمن سيتلقون تمويلا بدل منها وطبعا لا ندري ما هي المقاييس التي ستمنح بها هذه المنحة الجديدة وهل ستسمى منحة الزيت والسكر والفارينة والشاي .

طبعا لا نظن ان الحكومة ستمنح للفقراء منح مالية بدل الدعم ليشتروا الوقود لان الفقراء لا يملكون سيارات .

هذا الامر يذكرنا ببطاقلت التموين  في مصر حيث نتوقع ان تصير لنا طوابير الفراخ والعيش والطعمية وقد نشهد المشيشي يدشن هذه الجمعيات – باللهجة المصرية – وقد يجد ابواقا ستنفخ في صورته وتشكره على ذكائه وعبقريته.

منظومة الدعم للعلم لم يستطع حتى بورقيبة ان يمسها وكلنا يذكر احداث الخبز.

الملف الثاني في مشروع المشيشي الاصلاحي هو تقليص الاجور ولا ندري كيف سيتم ذلك أي كيف سيقبل موظف او عامل بان ياخذوا من مرتبه بتعلة ان كتلة الاجور مرتفعة وهنا سننتظر ما سيطرح لأنه للحقيقة طرح ضبابي ان لم نقل شيئا آخر.

الملف الثالث  للمشيشي هو بيع نصيب الدولة في مؤسسات ومنها بنوك وشركات والتعليق من الكعلي وماذا سنفعل بها ؟

لا يهم لن نفعل بها شيئا والافضل التفريط فيها وبيعها حتى تتوفر موارد لحل ازمة حينية لكن مع خلق ازمنة اشد واخطر.

زيد عليه مزال يتنفس

عديد الحكومات طرحت مثل هذه الحلول خاصة فيما يتعلق بمنظومة الدعم لكنها بقيت مقترحات لان الامر اعقد مما تحدث عنه السيد علي الكعلي وزيرنا للاقتصاد والمالية والذي نظنه يعيش في كوكب آخر ولا يفهم ما معنى زيت مدعم او دواء مدعم .

لكن لو تعاملنا مع الملف بأكثر تعمق لوجدنا ان السيد المشيشي يتعامل معها اداريا أي بعقلية الامضاء على الاوراق ولا يفهم ان الوضع حرج وحساس وان صبر الشعب وصل منتهاه .

نفس المنوال

ما نلاحظه في حلول المشيشي ومن حوله هو انها سير في نفس المنوال فعوض ايجاد حلول مبتكرة كما فعلت دول اخرى من قبلنا مثل سنغفورة وتركيا وماليزيا وتجاوزت منذ عقود ازماتها وخلقت مجتمعات مرفهة فان حكومتنا الابية تسير في نفس المنوال الاقتصادي أي ان المواطن وهو المستهلك هو المشكلة في حين ان الاقتصاديات الكبرى والحية تتعامل مع المستهلك كسوق وكعامل ايجابي وجزء من الحلقة الاقتصادية ان فقدت او تقلصت تفككت كل المنظومة والسلسلة.

ما يحصل اليوم ويطرح كونه حلول هو في الحقيقة الغام قابلة للانفجار تلقى في الطريق وتلاعب بالاستقرار والامن القومي فالمعضلات لا تحل هكذا وبهذه العقلية التي لا تنظر الا الى ما تحت الاقدام .

فالمقدرة الشرائية للمواطن اليوم ضربت في مقتل والمواطن لا يتحمل تجربة جديدة ولن ينتظر عشر سنوات اخرى ليأتي نفس الاشخاص ويحدثوه بعد سنوات عن حوار وطني للإنقاذ  في حين انه حوار لإنقاذ انفسهم لا غير.

نشر هذا المقال في الجراة الاسبوعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!