ما حصل في تطاوين له ما بعده…

حصلت حالة رفض كبيرة لما حصل في تطاوين من استخدام القوة لإزالة خيام المعصمين وانهاء الاعتصام وهو اجراء يمثل مزيدا من تعميق لازمة لان استخدام القوة لا يكون حلا مطلقا بل هو صب مزيد من الزيت على النار.

جماعة السلطة يقولون ان الأمن مارس اقسى حالات ضبط النفس وهذا في حد ذاته ليس مهما كثيرا لان التعاطي مع النتائج وهي ان هناك حلا فعل يتمثل في استخدام القوة .

ملف الاحتجاجات في تطاوين وفي الكامور تحديدا ليس بالجديد لكنه ملف كغيره يقع تأجيله في كل مرة .

قد يكون تعطل فتح المجال لتنفيذ الحلول التي التزت بها الحكومة مرده الوضعية الصعبة التي تمر بها البلاد لكن حتى لو كان هذا صحيحا فقد كان بالامكان فتح مجال الحوار وتوجه اهل السلطة الى عين المكان والحديث بصراحة وتوضيح ما يمكن تقديمه وما لا يمكن ومهما كانت الخلافات حينها فانها ستبقى في نطاق الحوار والنقاش لكن المسارعة الى تصعيد الامور والتصور ان ازالة الخيام ستنهي الملف هو وهم ان لم نقل اشياء اخرى.

المشكل ايضا تتحمل حكومة الشاهد مسؤوليته فهي التي قدمت الوعود وامضت على التزامات وتركتها دون آليات لتنفيذها وهي عقلية نعاني منها في تونس منذ 2011 أي ان كل حكومة تمضي وترحل معولة على ربح الوقت وترك الازمات للحكومة التي ستأتي بعدها.

اول التزام من ذاك الذي امضى عليه عماد الحمامي كان عقد مجلس وزاري في الجهة لتدارس الاوضاع واتخاذ الاجراءات اللازمة وتنفيذ التعهدات ولو عقد هذا المجلس في وقته ما كان الوضع ليصل الى ما هو عليه .

ما حصل في تطاوين لن يبق هناك فقط بل قد يتوسع ان لم تتحرك الحكومة وتتعامل مع الملفات العالقة بجدية وتقطع على التوظيف السياسي لما حصل فما حصل هو خطأ لكن الاسلم اصلاحه لا المواصلة فيه .

الحوار هو الحل وليست القوة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!