” الماسونية”…هل لها تواجد في تونس …

كثير هم من كتبوا حول الماسونية او عنها .بعضها كتب واخرى أبحاث و مقالات. لكنها اختلفت بين من يراها مؤامرة دولية في تنظيم سري له جذور صهيونة وبعضهم يرى انها حركة فاعلة في العالم لكنها ليست تدميرية وسلبية كما تصور بل لها مشروع انساني وان كانت سمته التخفي والسرية.

الماسونية تعرف بكونها تنظيم البناؤون الاحرار وقد اسست منذ زهاء ثلاثة قرون ورغم طول المدة بقيت موجودة ويتم التداول فيها باستمرار وفي كل مرة تنسب لها احداث عالمية تحصل.

من ذلك ان ما عرف بالربيع العربي أي الثورات العربية التي اندلعت في 2011 فسر من جملة ما فسر به كونه مؤامرة ماسونية او صهيونية وهذا قد يكون فيه تجن كبير لأنه يقطع مع مفهوم صيرورة التاريخ وحركة المجتمعات وتطورها أي تطور وعيها وان الديمقراطية هي نتيجة حتمية عند وصول الوعي الى درجة معينة من التطور.

شخصيات كثيرة عالمية اشيع عنها كونها تنتمي للماسونية منهم رؤساء دول وملوك وفنانين مشهورين واثرياء وهم من يصنفون كونهم في الدرجة العليا للتنظيم السري البناؤون الاحرار .

في مقابل هذا هناك منتمون من الدرجة الثانية او الثالثة وهم اعضاء لكنهم لا يتحكمون في القرارات.

كل هذا لا يعني ان هنالك حقائق ثابتة حول الماسونية بل كل ما يروج ليست له ادلة ملموسة لكن مع هذا هناك اعترافات حصلت ما يعني ان هذا التنظيم موجود لكن هل هو فعلا بتلك القوة وذاك التأثير فهذا غير ثابت وغير معلوم.

 

الماسونية والصهيونية

نظرية المؤامرة دائما ما ترتبط بالماسونية وايضا الحركة الصهيونة او حتى اليهودية وان هناك مجمع عالمي يقرر في الخفاء ما يحصل.

من ذلك ان هناك تفاسير مثلا لانتشار الاوبئة في فترة ما كونها مؤامرة للتحكم في التعداد السكاني للعالم .

كل هذا يبقى اقرب للحكايات منه للحقائق.

 

الماسونية في تونس

 

في العالم العربي انتشرت فكرة الماسونية ووجودها بل ان شخصيات معروفة اتهمت كونها تنتمي لهذا التنظيم العالمي السري منهم مثلا سعد زغلول في مصر  .

في تونس لم يسلم الحبيب بورقيبة من هذه التهمة وقيل كونه كان ماسونيا والتهمة نفسها الصقت بمحمد مزالي لكن مجددا ليس هناك ما يثبت الامر .

لكن هذه الفكرة خفتت في فترة ما بل لم تعد تطرح لكن بعد الثورة عادت من جديد ضمن تفسير ان الربيع العربي ككل ه مؤامرة دولية لتغيير الانظمة السياسية في المنطقة العربية عبر احداث الفوضى .

ولو عدنا للربط بين الصهيونية والماسونية يمكن ان نربط ايضا بين مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي طرحه المحافظون الجدد والفوضى الخلاقة الذي تبنته شخصيات تصنف كونها من الصقور مثل رامسفيلد وكونداليزا رايس .

هذا التفسير وجد له قبولا عند الكثيرين بسبب الفجئية التي اندلعت بها الثورات العربية وتتاليها من تونس الى مصر الى ليبيا الى سوريا الى اليمن الى البحرين .

من جهة أخرى وباعتبار ان الماسونية هي تنظيم فانه تم الربط بين التوالد الكبير للجمعيات مجهولة التمويل والاهداف على حقيقتها خاصة وان مسألة التمويل الاجنبي بات ثابتا لكن رغم كل الجهود لا يمكن حصره وكشفه كليا.

في الختام يمكن القول ان الماسونية كتنظيم موجود لكن هل فعلا هو بتلك القدرة والفاعلية في العالم؟

هذا الامر غير ثابت وقد تكون هناك مبالغات كثيرة لكن في نفس الوقت فان اتسام تنظيم البناؤون الاحرار بالسرية والغموض خلق منه تنظيما “مخيفا”.

محمد عبد المؤمن

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!