بعد اسقاط حكومة الجملي: النهضة تعيد خلط أوراقها للنهوض من جديد

رغم ان النهضة اعلنت كون الحبيب الجملي الذي كلفته بتشكيل الحكومة هو شخصية مستقة الا ان الجميع لم يقتنع بذلك بغض النظر عن صحة الامر من عدمه.لكن ولان النهضة كانت دائما حزبا براغماتيا يحسن التعامل مع المستجدات فان تلافي هذه العثرة هو اهم بند في الحركة اليوم والامر لن ينتظر كثيرا خاصة وان النهضة كانت تضع في اعتبارها احتمالية اسقاط حكومة الجملي ولم تنتظر النتيجة لتفكر في الامر وتجد البدائل.

ما يطرح في النهضة اليوم يتجاوز اسقاط حكومة محسوبة عليها الى واقع سياسي آخر وهو التفكير في المرحلة القادمة وكيف ستتصرف.

اول امر تضعه النهضة في اعتبارها هو ان شخصية قيس سعيد تختلف كثيرا عن شخصية الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي الذي كان يكن عداء او على الاقل عدم قوبل بالنهضة وما التحالف معها الا سيناريو فرضته الواقعية والاضطرار.

من هنا فالمؤكد عندها ان سعيد لا ينصب لها العداوة وسيتعامل معها كحزب سياسي مثلة مثل بقية الاحزاب أي لا يوجد عداء ايديولوجي عنده ضدها.

هذا الامر ستسعى للاستفادة منه كونها الحزب الفائز في الانتخابات ولا يمكن ان تقع مشاورات لتشكيل الحكومة بدونها وهذا ما يحصل.

بالنسبة لقيس سعيد فالاغلب انه سيختار شخصية مستقلة تماما وايضا ليس لها مواقف او خلفية ايديولوجية والاغلب ايضا ان تكون الحكومة حكومة كفاءات غير متحزبة لانه يدرك ان الرجوع الى الاحزاب سيعيد البلاد والمشهد السياسي الى نفس الوضعية.

رئيس الجمهورية ستكون له ورقة ضغط على الجميع هم يعلمونها وهي انه ليس امامهم الا سيناريو واحد اما القبول بالشخصية التي سيقترحها او الانتقال الى حل المجلس والدعوة الى انتخابات سابقة لأوانها أي اعادة الانتخابات التشريعية.

هذا السيناريو سيكون لصالح النهضة خصوصا لانها ظهرت امام انصارها كونها وفت بوعودها الانتخابية خاصة من ناحية عدم التحالف مع قلب تونس .

لكن في مقابل هذا فان الاحزاب الاخرى ستدخل في المجهول فالتيار وفق استطلاعات الراي فقد الكثير من شعبيته في الفترة الاخيرة وكذلك حركة الشعب .

بالنسبة لتحيا تونس فان ميزته الوحيدة ان رئيسه هو في نفس الوقت رئيس الحكومة .

اما قلب تونس فان قوته اعلاميا من خلال القناة التي يمتلكها رئيسه لكن الوضع بالنسبة له تغير ولم يعد مضمونا حصوله على نفس النتائج.

محمد عبد المؤمن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!