في الحكومة الجديدة: شخصية اسلامية يحترمها اليساريون وشخصية يسارية يحترمها الاسلاميون …

بعيدا عن الحسابات السياسية والحزبية وحتى الايديولوجية هناك نقطة مضيئة في الحكومة الجديدة وهي انها ضمت الكثير من المناضلين الذين لم يتغيروا بعد الثورة ولم يلهثوا وراء المناصب وحافظوا على اخلاقهم ولم يدخلوا في متاهات السياسية أي انهم بقوا اوفياء لمبادئهم .

الكثير من المناضلين ” أكلتهم” السياسة وبعضهم غيرتهم السلطة وتحولوا الى مدمني سلطة ومعها خلق للازمات والدخول في الصراعات.

في الحكومة الجديدة مناضلون يمكن ان نثق فيهم لكن ايضا شخصيات رغم تموقعها في خط فكري وايديولوجي محدد الا انها لم تسجل على نفسها وضدها نقاط سوداء تجعلها ضمن دائرة سياسيي “البوز” وبيع القضية.

سنتحدث عن شخصيتين رأينا انهما نجحتا في الحفاظ على شعرة معاوية الاولى اسلامية ولكنها تجلب نحوها احترام اليسار الذي لم يرفضها ولم يعادها وقبل بها سابقا وحاليا في الحكومة.

الشخصية الثانية يسارية لكنها بقيت محافظة على روح 18 أكتوبر تلك النقطة المضيئة في النضال ضد الديكتاتورية وهي ايضا حافظت على احترام الاسلاميين لها حتى وهي لم تتخل عن خطها الفكري والايديولوجي.

 

العياشي الهمامي

 

احد الثمانية الذين دخلوا في اضراب جوع نضالي ضد نظام بن علي فيما عرف بحركة 18 اكتوبر لكن ما يعنينا هنا ما بعد الثورة أي هل ان ما حدث في 18 اكتوبر 2005 انتهى مع سقوط النظام؟

كثير منهم تغير وكثير منهم اضاعته السياسية وتحول الى شخص آخر لكن منذ 2011 لم نجد العياشي الهمامي في موقع سلطة او قيادة حزب او انتخابات.

هذه الشخصية جلبت لها احترام الجميع بما فيهم الاسلاميين وهو اليساري حد النخاع.

بعد ترشيحه لعضوية المحكمة الدستورية وسقوط ذلك بسبب حسابات سياسية ومجلس نواب “مخزني” يرشح اليوم لمنصب وزاري لكن هل بامكان المناضل ان ينسجم مع السلطة او ان يكون رجل سلطة ؟

 

عبد اللطيف المكي:

 

هو من قيادات النهضة ومن اكثر المعارضين للمتشددين داخلها والمدافعين عن حركته لكن ايضا فانه جلب احترام اليسار له لكونه لم يدخل في المعارك الايديولوجية ولم يبرز في اللحظات الصعبة كصوت يصعد ويزيد الوضع احتقانا.

تولى منصب وزير الصحة منذ سنوات وغادره ويعود اليه ولكن اليسار يتعامل معه وكانه ليس من النهضة لأنه لم يصنع معهم عداوة كالتي صنعها غيره .

لكن يبقى النضال شيء وممارسة السلطة شيء آخر .

محمد عبد المؤمن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!