رجال صدقوا و ما بدّلوا تبديلا : الحاج رضا الغزي …” فيه البركة و منك البركة و يزّي “

سوسة : كتب الحبيب العرفاوي

في ساحة الوغى الرياضي برز رجل النضال الحاج رضا الغزي نموذجاً لافتاً يحمل من الفكر الرياضي و المالي الكثير ، وهو الرجل الذي يمازج بين عالم المال وعالم الرياضة في مزيج أراد خلاله أن يحمل رسالته الخاصة كإبن لللنجم الساحلي ولا شيء سواه ، ماضياً في معتقده ومتخطيا نهجه الشخصي في أن يكون إنسانا بعيدا عن أي مسمياتٍ . و الحاج من الشخوص الذين يشكلون حالة قائمة بحد ذاتها، والذين يستدعونك للوقوف حال طرح أسمائهم، كمسير رياضي من طراز رفيع لما يتفرد به من خبرات  حطت به في عالمها وكأحد أهم معالمها
ظل الحاج راصدا للهم الرياضي، مدفوعا بغيرته على فريقه، ومهتما بأن يكون مطلاً عليه و جزءاً من معادلة القوى الاصلاح و يجهد أن لا يُحسب على شخص أو جهة وإنما ينحاز لكل ما هو وطني ويفضي لمصلحة النجم الساحلي الذي آمن واشتغل لأجله .محاولاً توحيد وجهة بوصلته لمربعه الأول كفرد ساحلي ، وهو ما صرح به مرارا وتكرارا بأنه نشأ وترعرع منذ صغره على مفهوم ليتوال والانتماء والولاء كباقي الأحرار والشرفاء في مدينة سوسة
القريبون منه يدركون جيدا ما يتمتع به من دماثة الخلق ويمد يده لأخيه دون منّة ، وهو الذي يسارع لخوض الفعاليات المجتمعية داعماً لها معنويا وماليا، ويحرص على أن لا تعلم يده اليسرى ما قدمته يده اليمنى، وشعاره في ذلك أرضاء الله ورسوله والعمل من اجل هذا النادي العريق ..يتعامل مع الفسيفساء الرياضية  على مبدأ حتمي يؤكد خلاله على متانة النسيج الساحلي ، متصدرا أي حراك يصب في قناة جوهرة الساحل، لتجده حاضرا ليكون صاحب البر المعطاء، ولم تمنعه انشغالاته الشخصية بوصفه رجل مال  عن رفع يده البيضاء عن العطاء في توفير عيش كريم لأسر عفيفة، وأخرى ساندها ومد يد العون لها في إيمان منه أنك وما تملكه للوطن ،
كان  الحاج رضا الغزي و قد تخطت شهرته اسوار مركب محمد المعروف حنونا خجولا لطيفا مؤدبا طيبا مثل الأب أو أكثر رفعة .ذلك .. الجليل المتواضع حيث تمكن العديد من ” تلاميذه ” في مجال المحاسبة من  دحض رصيد فائض من الجهل المطبق بأبجديات العمل الرياضي و تعلموا منه مواضع الهمزة في قواعد الإملاء و تعرفوا معه و من خلاله مواضع الحروف على لوحة المفاتيح…

ظل  الحاج الغزي كعادته صديقا صدوقا، وكانت هناك مودات بينه وبين جميع الرياضيين من مسؤولين و لاعبيين . وكان من اهل الرحابة والانفتاح، متصالحا مع نفسه ومع الاخرين. شجاع مقدام، وهذه الصفات تجد مكانها في الفترة العصيبة التي يمر بها النجم . فلا يستسلم ولا يخاف بل يواجهها بإيمان وعزيمة وعنفوان وصلابة.
كم كان يؤمن ان الرياضة لا تحمل أسفارا و لا منتجة للفتنة والتهويل و لا هي إخفاء الحقائق والتضليل ولا هي سبيل للبحث عن الارتزاق وإنما هي ضمير الناس قبل أي شيء آخر وصوت من لا صوت لهم …

يودّع اليوم الحاج الغزّي النجم الساحلي من باب مكرها اخاك لا بطل …حيث خانته صحته فاستسلم لارشادات الطبيب و الاستلام  الى الراحة و مع ذلك ظل بقلبه النابض للنادي يحمل دمه و همه  … ودّعها بعد ان افرز الملفات و رتّبها و صففّها و اتبع النهج المالي السليم في اطار الحوكمة و الشفافية … ترك مكتبه بيد نظيفة و ضمير مرتاح راجيا للجميع الفلاح و النجاح …

لرضا الغزي و غيره من المسؤولين البررة سعدت ساعة النجم الساحلي كنتم انتم رجالها . اطال الله عمرك و متعك بالصحة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!