أبو يعرب المرزوقي مهاجما قيس سعيد… يسعى لتحقيق مشروعه القذافوي الستاليني

كتب أبو يعرب المرزوقي على حسابه الفيسبوك تدوينة هاجم فيها الرئيس قيس سعيد واتهمه بكونه تحت سيطرة ما سماه المقيمين العامين لكل من ايران وفرنسا .

وقال:

أبو يعرب المرزوقي

أخيرا “ظهر رأس الفتلة”. كنت أنتظر ما حدث البارحة لأختم الكلام في مصير المسار الذي وظف من أجله محتل قرطاج ونوعا جوقته. فقد تحدد النوع الثاني من الجوقة وتبين أن أحد القيمين العامين خسر المعركة نهائيا:

 

كان الديوان تابعا للمقيم العام الإيراني.

ثم بالتدريج صار تابعا للمقيم العام الفرنسي.

ما حدث البارحة وبعد زيارة فرنسا وبعد خسران فرنسا سيطرتها على معركة ليبيا استعملت فرنسا كل قوتها لتحسم القسمة التي كانت فيها فرنسا مراقبة استعلاميا وتنتظر الاطلاع على التوجهات التي أوصلت سعيد والتي كان موقفها موقف “ننتظر حتى نرى”.

جرت العادة أن الباطنية تركب دبابة خارجية منذ الحروب الصليبية وفرنسا خاصة والغرب عامة يركب حصان طروادة داخلي ويعملان معا لتحقيق شروط النصر على القوة القائمة في عالم السنة. وصار الأمر أيسر منذ سايكس بيكو لأن أهل الإقليم صارت حربهم الأهلية تستدعي التدخلين وخاصة بعد إنشاء إسرائيل.

ما جرى البارحة إذا قرأناه بما آل إليه أمر ديوان قرطاج هو حسم معركة فرنسا وإيران في تونس لصالح فرنسا حتى وإن أوهموا سعيد بأنهم سيوفرون له فرصة تحقيق مشروعه القذافوي والستاليني. وكلاهما مستحيل كما أبين عندما أحدد السيناريوين الممكنين. وما كانت فرنسا تنجح في هذه العملية لولا عاملين:

 

الأول هو ما عليه حال إيران من الإفلاس المادي الذي لم ييسر لها ما كان يسمح لها بالفاعلية التي تشتري بها الضمائر ليس لأنها أفلست ومعها خزنتها العراقية فحسب بل لأن ممولي الثورة المضادة العربية هم بدورهم في ضيق بعد أزمة كورونا وأزمة أسعار البترول وجشع ترامب.

الثاني تبعية فرنسا للصهيونية التي تريد حسم معركتها مع إيران لترجعها إلى نظام الشاه حتى تصبح شرطيها في الإقليم بعد أن تبين لها أن عربان الخليج لا يعتمد عليهم في غير دور البقرة الحلوب. نزع سلاح إيران هدفه جعلها عصا غليظة كما كانت في عهد الشاه لخدمة الصهيونية مثل الهند في الشرق الأقصى.

اعتقد أن مشروع سجين قرطاج يوجد أما سيناريوين كلاهما يؤديان إلى خسارته في النهاية لأن تعيينه هذه المرة للوزير الأول بخلاف ما قد يتصور الكثير هو نهايته الحتمية أيا كان السيناريو:

 

السيناريو الأول عدم حصول الحكومة الجديدة على الثقة وحل البرلمان والعودة إلى الناخب. وهو سيناريو الحسم السريع له أو عليه. وأرجح أن يكون عليه لأن الدفاع عن المشروع كما حددت الخطة يجعله فاضحا لنفسه ودعاية ضد ذاته إذ لا يوجد تونسي فقيرا كان أو ثريا يقبل مشروع القذافي والسوفيات.

السيناريو الثاني حصول الحكومة الجديدة على الثقة والمرور إلى التعديل الدستوري بغاية قلب الهرم. وهو الأيسر وينبغي تركه يحصل لأنه به يخسر في الحالتين سواء بدا له أو عليه.

فإن بدا له يعني إذا تحقق الاستفتاء على تغيير الدستور وحصل على الموافقة فقلب الهرم. فحينها نكون في وضعية أكثر تفتتا من الانتخابات البلدية ولن يستطيع ربح مثل هذه المعركة التي ستعيد تونس إلى القبلية والعروشية والمعارك التي لا نهاية لها ولن يستطيع الصعود إلى مجلس على هواه: لسبب بسيط ليس عنده ما عند القذافي ولم يعد الشعب التونسي كما كان الشعب الليبي قبل نصف قرن.

وإن بدا عليه فالأمر حينها يكون قد حسم لأنه إذا خسر الاستفتاء فسيسقط بمقتضى أحكام الدستور وسيحاول القيام بانقلاب عنيف ولكن حينها سيكون الجيش وحتى الأمن ضده خاصة والمشيشي هو الذي سيكون ساعيا لأن يكون مثل ابن علي في عهد ترهل نظام بورقيبة. وذلك هو توقع فرنسا ولهذا فهي التي رشحته.

هذا والله اعلم.

ولما كنت أخشى توقعاتي لأنها في الغالب صائبة وهي في هذه الحالة إذا أصابت كانت مصيبة لتونس لأنها ستخسرها كل التجربة الديموقراطية وتعيدها إلى ما وصفها عليه حبيس قرطاج الأحمق: محمية فرنسية لقرن آخر.

والعلة هي أن أحزابها وقواها السياسية ونخبها الجامعية والثقافية ليست إلا أدوات المافيات التي خلفها ابن علي والحجامة. وكان من المفروض لو كانت قوى سياسية ونخبا بحق أن تقف مجمعة على رفض هذا السلوك.

وكان من المفروض أن يكون أول الرافضين قوتا الإنتاج الاقتصادي والثقافي بصفيها صف نقابات أرباب العمل ونقابات العمال لأنهم جميعا يحلبون بقرة سيقضي عليها هذا الأحمق: فالدولة مفلسفة بعد.

والفوضى التي ستتولد عن قلب الهرم الذي يسعى إليها تعني نهاية كل استقرار وكل عمل منتج لأن الصراع القبلي والعروشي والطائفي والطبقي سيفتت بلد لا يكاد يقف على رجليه حتى تحل به نكبة من قيادات يغلب عليها الحمق والغباء.

ما كان ممكنا للقذافي وما كان ممكنا للروس وما حاوله احمد بن صالح في تونس لم يعد ممكنا فضلا عما آل إليها في الحالات الثلاث:

فليبيا رغم ثروتها وقلة سكانها تركها القذافي دون ما كانت عليه في عهد الملكية بما لا يختلف عما حصل في مصر بعد الملكية بسبب النظام العسكري. فمصر كانت رائدة رغم ا لتبعية فلم تتحرر من التبعية وأصبحت أضحوكة العصر.

روسيا التي كانت في طريق النمو قبل لينين كلنا يعلم أنها صارت بعد ما يقرب من قرن دولة من العالم الرابع لأنها إذا ما طرحنا خردة السوفيات العسكرية لا تختلف كثيرا عن السعودية تعيش على بيع زيت الحجر وتخويف البقر من البشر.

أما تجربة التعاضد والتجمعات الزراعية فكلنا يعلم نتيجتها: فهي أنهت الخيارات التي كان يمكن أن تحرر تونس وفرضت الخيار الذي جاء به نويرة فعادت إلى مزبلة الصناعات الدنيا للحامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!