نحو حذف المدينة العتيقة بالقيروان من قائمة التراث العالمي

أدرجت منظمة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم، المدينة العتيقة بالقيروان ضمن التراث العالمي منذ سنة 1988 لما تتضمنه من نفائس تراثية عتيقة من المعمار والهندسة والزخارف، جعلت منها تراثا عالميا ومزارا ملهما.

غير أن هذه التحف المعمارية أصبحت مهددة بعديد المخاطر نتيجة ضعف الصيانة والبناء العشوائي واخلالات الأشغال، وهي في حاجة إلى صيانة شاملة لتحافظ على قيمتها السياحية والثقافية والجمالية ودورها الاقتصادي.

ومن بين الاخلالات الخاصة هي إهمال المباني العتيقة او إعادة البناء بخلاف الخصوصيات المعمارية الصادق عليها.

ارتفاع عدد المنازل المتداعية للسقوط بالمدينة العتيقة

وارتفع عدد المنازل المتداعية للسقوط بالمدينة العتيقة بالقيروان وكانت 40 قبل الثورة فيما ارتفعت إلى 120 بعد الثورة، والعدد مرشح للارتفاع، ويعود السبب حسب الدكتور مراد الرماح رئيس جمعية صيانة المدينة لمراسل نسمة بالجهة هو غياب التمويل المالي للصيانة، وتشتت الملكية بين الورثة وهجرة المالكين لمنازلهم، في حين سعى مالكون إلى تغيير خصوصية المعمار العتيق وإعادة بناء مساكن بمواد بناء دخيلة، وهو ما يهدد باخراج المدينة العتيقة من تصنيف اليونسكو لها كتراث عالمي، وبالتالي وقف المنح المالية حسب قوله.

من جهة ثانية، أكد متفقد التراث بالقيروان جهاد صويدوجود لمراسل نسمة، وجود خطر على المعالم العتيقة بالقيروان خصوصا على مستوى القباب البالغ عددها 100 قبة لزوايا عتيقة ذات قيمة تراثية وهي في حاجة الى الصيانة والترميم ومهددة بالانهيار.

وقد انهار بعضها مثل قبة زاوية سيدي عيسى بشكل كلي ولم تتم صيانتها في حين إنطلقت أشغال صيانة بعض القباب مثل قباب معلم سيدي عمر عبادة، ويعود ذلك إلى تأخر أعمال الصيانة رغم التحذيرات المتواصلة من مخافظي التراب والمجتمع المدني الذي نظم مؤخرا وقفة احتجاجية.

مخاطر الانزلاقات الأرضية نتيجة اهتراء شبكات التطهير والماء قائمة

يذكر أن بلدية القيروان أصدرت منذ سنوات، قرارات هدم في حق عدد من المنازل المهجورة المتهدمة التي تمثل خطرا على المارة وتم تنفيذ بعض القرارات لكن بقي الكثير منها على حالته المتناهية لعدة أسباب منها تشابك المباني وتشتت الملكية وغياب أصحابها. ولا تزال هته الوضعية الخطيرة تهدد جيران المنازل.

وشهدت المدينة العتيقة عدة تدخلات الصيانة، منها بعض المعالم الدينية والثقافية، ولكن ما تزال مخاطر الانزلاقات الأرضية نتيجة اهتراء شبكات التطهير والماء قائمة رغم اتمام إنجاز مشروع تهيئة بقيمة 5.5 مليون دينار وانتهت الأشغال منذ أشهر لكنها لم تخلف سوى اخلالات جديدة.

وقد أقرت المملكة العربية السعودية خلال مؤتمر الاستثمار تونس 2020، إسناد هبة مالية لفائدة مشاريع بولاية القيروان بقيمة 100 مليون دولار منها 15 مليون دولار مخصصة صيانة المدينة العتيقة بالقيروان وجامع عقبة بن نافع، والذي يعاني من تآكل في المبنى واهتراءات ومنافذ ماء المطر في السقف، حيث جعلت جملة هذه الاخلالات منظمة اليونسكو تلفت أنظار المعهد الوطني للتراث بشأن التهديدات التي تمس من القيمة التراثية العالمية للمعلم خصوصا المدينة العتيقة والفسقية التي تعاني من الإهمال.

وإلى جانب تراجع المنحة المساندة من وكالة حماية التراث وتوقفها بعد الثورة، فإن غياب التمويل المخصص لصيانة المعالم الأثرية يهدد بانهيارها وخروجها من التصنيف العالمي لليونسكو، في حين تشهد إدارة التراث بالقيروان حالة تململ جراء التعطيلات الإدارية ونقص الأعوان مما يستدعي عقد مجلس وزاري عاجل لإنقاذ التراث أو ما تبقى منه، وفق متابعة لمراسل نسمة بالجهة.

 









مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!